بســــــم الله الرحمـن الرحيــم
من كتـاب
ندوه عن التصوف
لفضيـلة الشيـخ محمد علي سـلامه
المــــدارس الصــــوفـيـه
السـؤال الثـالث: علمنا أن التصوف بدأ مع بدايه الإسلام فكيف تعددت الطرق الصوفيه واختلفت؟ ألستم معنا في أن هذا التعدد والإختلاف يضعف المسلمين؟
الجواب: أنا أذكر أن وسعه الإسلام تقتضي هذا التعدد لأن التصوف ما هو إلا مدارس متعدده المناهج ومنتشره في بلاد الله وكل مدرسه لها منهجها في تربيه المريدين والتلاميذ المنتسبين لها وهذا الإختلاف مأخوذ من كتاب الله ومن سنه رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) فلا خلاف أبداََ إلا في ظاهر الأمر لأنهم بالنسبه لوسعه الإسلام واتساع معارفه وعلومه فكل مدرسه اتخذت منهجا خاصا بها في تربيه المريدين وتصل من خلاله الي رضوان الله الأكبر وإلى محبه الله عز و جل وإلى جنه عرضها السموات والأرض ومن هنا لا بأس من تعدد هذه المدارس وإختلاف المشاهد والمشارب ووجهات النظر في تفسير كتاب الله وسنه رسوله (صلى الله عليه وسلم) في حدود قواعد الدين الحنيف وهذا اثراء للحركه الفكريه وتفهم الإسلام الحنيف ولم يكن هناك خلاف فيما بينهم يؤثر علي روح الفرد والجماعه لأن جميعهم يتعاون علي البر والتقوي وفي عمل القربات والصالحات التي تعود علي المسلمين بالخير في الدنيا والاخره
أما اذا كان هناك خلاف موجود بين بعض هذه الطوائف فإنه يكون بين الجهله منهم بآداب التصوف الحقيقي وروح الدين الإسلامي و واجب أئمتهم ومشايخهم أن يقتلعو من نفوسهم هذه الخلافات ويبصرونهم بحقيقه التصوف الذي يزكي النفوس ويطهر القلوب ويعمر الأوقات بالنوافل والقربات ويحبب المسلمين في بعضهم ويؤلف قلوبهم ويدفعهم الي العمل النافع لهم وللمجتمهع من حولهم ..
السـؤال الرابـع:إذا كان التصوف مدارس ولكل مدرسه منهجها الخاص بها فكيف إذن نستدل علي المدرسه ذات المنهج الأفضل؟
الجواب : هذا السؤال يحتاج من كل مسلم يطلب المزيد من العلم والمعرفه ويطلب مصاحبه الأخيار والأطهار من عباد الله الصالحين أن يبحث طويلا عن أصحاب المدرسه الأفضل والأعظم إستمساكا واعتصاما بالله ورسوله وسيهديه الله لا محاله لأنه باحث عن الحقيقه وطالب لله عز وجل ولرسوله (صلي الله عليه وسلم) وأن الله لا يمكر بطالبه .
وان من أعظم أبواب الوصول إلى رضوان الله عز وجل هو حب الله عز وجل ورسوله فكل المسلمين يصلون وكل المسلمين يصومون لكن هل كلهم يحبون الله عز و جل ؟ الأمر يحتاج إلى أدله كثيره وبراهين قويه وبيان ذلك أن الله سبحانمه وتعالى اصطفى قوما لمحبته واختارهم لمودته وهؤلاء قليلون ونرجو الله عز وجل أن نكون منهم قال الله تعالي ((فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )) (الايه 54 سوره المائده ) فالحب من الله أولا ثم يكرمهم الله سبحانه وتعالى
فيُلقي في قلوبهم محبته عز وجل فيحبونه وحب الله سبحانه وتعالى ليس عاطفه كحب بعضنا لبعض وليس رقه قلب ومشاعر كرقه قلوبنا ومشاعرنا نحو الآخرين وإنما هو حب يتألق في أعلي مقامات القلب حيث يتحقق المحب أن الله سبحانه وتعالي آثره وكرمه وفضله علي كثير من عباده المؤمنين وعندما تتحق هذه المعاني في نفسه ووجدانه يفر إلى الله عز وجل ويشتد حبه لله لانه يري أن الله سبحانه وتعالى قد صنع معه كل جميل وقد فعل به كل خير وإحسان ويري أن الله سبحانه وتعالى قد لاطفه بلطفه وقد أكرمه بوداده .
فيحبه حبا اكثر من حب الواحد منما لاولاده وزوجته واصدقاءه فهو حب من نوع آخر ليس للعواطف البشريه دخل فيه لأنه حب نوراني وحب روحاني متالق ومنزه عن الأوهام والخيالات التي يظنها بعض الناس
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم
((أحبو الله لما يغذوكم به من النعم والآلاء وأحبوني لحب الله لي وأحبوا آل بيتي لحبي)) رواه الطبراني عن ابن عباس