بســــــم الله الرحمـن الرحيــم
من كتـاب
ندوه عن التصوف
لفضيـلة الشيـخ محمد علي سـلامه
بســــــم الله الرحمـن الرحيــم
حقيــقه التصوف.
السـؤال الأول :ماهو التصـوف؟
الجـواب:التصوف هو تطهير النفس وتصفيتها من النوايا الفاسده والأخلاق السيئه والربيه والشك والحظ والهوي والحسد والطمع والكبر والرياء والشح والجبن وغيرها من الصفات الذميمه والمجاهده الدائمه في ذلك حتي تتبدل هذه الصفات بأضدادها من عمل الخير ومرضاة الرب والتخلْْْْْْق بمحاسن الأخلاق. فالتصوف هو روح الإسلام وحقيقته. وليس التصوف شعارات جوفاء وأعمال خرقاء فالذي نراه من الطبول والمزامير والرقص في الموالد والمناسبات لا يعبر عن شيء بحال من الأحوال عن التصوف. ولقد بدأ التصوف في المدينة المنوره مع بدايه الإسلام وذلك بإنقطاع أهل الصفه وتفرغهم الى عبادة الله عز و جَل ومُدارسه القران المجيد وقيام الليل وصيام النهار والإقبال على الله ورسوله في كل وقت من حياتهم.
السـؤال الثاني: ما هو عمل أهل الصفه؟
الجـواب: أهل الصفه رضي الله عنهم لم يكن لهم عمل دنيوي لأن المشركين إستولوا علي أموالهم في مكه وطردوهم من ديارهم وفروا بدينهم الى الله ورسوله مهاجرين إلى المدينة المنوره فلما جاءو إلى المدينة المنوره لم يكن لهم مال يشتغلون به ولم يكن في استطاعه أهل المدينة تشغيلهم فاشتغلو عند الله .والعمل عند الله عز وجل من أجَل الأعمال حتي يفتح الله لهم باب العمل الدنيوي والتكسب فمثلا أنا الان لا اجد عملا فماذا افعل ؟ أأجلس في الشارع أم علي المقهي أم في السينما وأصرف ما معي .لا.
هناك عمل يفتح باب الرزق وهو عباده الله وطاعته والتبتل بين يدي الله والتضرع إلى الله والعكوف على تلاوه القران ودرسه والعكوف علي تحصيل حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفهمه وتبليغه للناس والعكوف علي عمل النوافل والقربات لله عز وجل والإستغفار والصلاه علي النبي (صلي الله عليه وسلم) ونحوها .
فهذا عمل يفتح باب الرزق قــال تعالى : (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ ) (من الايه 45سوره البقره ) فكانو يستعينون بصلاتهم وقيامهم بين يدي الله وكانو يستعينون بتلاوه اللقران ودراسته وكانو يستعينون بتحصيل العلم الذي تلقوه من رسول الله صلي الله علي وسلم وكالنو يتنافسون في ذلك وهذه الاعمال من أجَل الأعمال وأفضلها التي يسعى لها المؤمنون وكانو يستعينون بذلك كله علي فتح أبواب الرزق ولذلك لما تيسرت الأمور وانفتحت أبواب العمل خرجو من المسجد إلى العمل بنفوس راضيه وعزيمه قويه ليشاركو في عماره هذه الدنيا مع إخوانهم المسلمين .فليس هناك تعارض بين دعوه السلام الشريف للعمل وحثه عليه وبين قيام هؤلاء الرجال بصف أقدامهم وأجسادهم في طاعه الله عز وجل لأنهم لم يفعلو ذلك تركا للعمل أو زهاده فيه و لكنهم إضطروا الى هذا المسلك حتي يأذن الله بتيسير الأمور وتفريج الكروب التي ابتلاهم الله بها في هذه الفتره الحرجه من حياتهم.