السؤال : ما رأى الإسلام فى استعمال المنتجات اليهودية والغير إسلامية ؟
الجواب: هذا السؤال أثير فى اجتماع عربى تم فى مصر وكان الهدف منه قطع المصنوعات المصرية ، المنتجات اليهودية التى تصنع فى إسرائيل لا حاجة لنا بها ولكن المنتجات المصرية التى تصنع فى العاشر من رمضان والسادس من أكتوبر بتوكيل من المصانع الأصلية فى أمريكا لكن الذى يعمل فيها مهندسون مصريون وعمال مصريون فإذا منعنا هذه المنتجات وهى تنتج فى بلدنا ومن عمالنا نكون تسببنا فى قتل هؤلاء هذا أساس هذه الدعوة لكنا نحارب المنتجات التى تنتج فى إسرائيل أما المنتجات التى تنتج فى أمريكا ونحن فى أمس الحاجة إليها ولو كان منتجا يهوديا كمنتجات الكمبيوتر كلها والتى لا تصنع إلا فى أمريكا ولا نستطيع تصنيعها فلا يجب منعها لشدة حاجتنا إليها لكن المنتجات التى لا حاجة لنا بها مثل المنتجات الغذائية ومستحضرات التجميل والمنتجات الإعلامية كالأفلام والمسلسلات وغيرها فهذه لا حاجة لنا بها ما دامت تنتج فى إسرائيل أو يقوم بإنتاجها شركة يهودية أو أمريكية لكن المنتجات التى تنتج فى مصر بتوكيل من أى شركة أجنبية وعمالها مصريين فليس هناك شئ أبدا دينا وشرعا فى شرائها لأنهم يراعون ظروف بلدنا وعقائدنا وتقاليدنا وقيمنا وكذلك المنتجات التى نحن فى أمس الحاجة إليها ولا نستطيع الاستغناء عنها فلابد أن نستوردها كمنتجات السلاح التى فى أمريكا وكل شركات السلاح يهودية لو قلنا لن نشترى المنتجات اليهودية من أين نأتى بالسلاح المتطور ؟ ليس عندنا مصانع سلاح تنتج الطيارات الحربية الراقية كالفانتوم وغيره ولابد أن يكون عندنا منها فهنا تظهر كياسة الإنسان المؤمن فى مثل هذه الظروف لا يعمم جميع البضائع وإنما يشترى الذى لابد منه ويترك الذى ليس فى حاجه إليه
السؤال : ما حقيقة التصوف ؟
الجواب: التصوف باختصار شديد أن يكون الإنسان قد وصل فى جهاده لنفسه الى درجة الصفاء وهذا يعنى ألا يضع فى قلبه حقدا ولا حسدا ولا غلا ولا كرها ولا بغضا لأحد من خلق الله هو مطلوب الدين والدين يدعونا جميعا الى هذا ويقول الله عز وجل فى المؤمنين : {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ }الحجر47] التصوف بهذا قالوا فيه التصوف خلق حسن فمن زاد عليك فى الخلق زاد عليك فى التصوف أما ما نراه من المتصوفة الذين ينسبون أنفسهم الى الصوفية ويلبسون ملابس مخالفة لملابس الناس ليظهروا ويصنعون أمورا غير مشروعة فهؤلاء ليسوا من الصوفية ولكنهم أدعياء فلا نعمم الحكم على الصوفية بهؤلاء ونحن فى ميدان علم وديننا وعلمنا يطلبان منا أن نتحرى الدقة ولا نصدر حكما عاما بسبب خصوصية ولا حكما خاصا نعممه وإنما لكل حكم تقنينه الملائم له إذن فالتصوف الوصول الى مرحلة الصفاء والعلم بما أمر الله ومتابعة رسول الله ونحن جميعا على هذا الأساس متصوفين أما الحركات الظاهرة التى تنافى تعاليم الدين فليست من الدين ولا الصوفية فى شئ بل إن ما يوافق الدين هو الذى أمرنا به رب العالمين وعلينا بالاقتداء به خلف سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم
السؤال : ما حكم الدين فى إعدام بعض الحيوانات الحية خلال نصف ساعة بالصدمة الكهربية هل هو حلال أم حرام ؟
الجواب : قال صلى الله عليه وسلم فى هذا الأمر العام : (( إذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وإذا قتلتم فأحسنوا القتلة )) أى حتى قتلت حية أو ثعبانا لا تعذبهم بل أسرع بالقتل لكن بالنسبة للحيوان إذا كان مؤذيا ونسميها الحيوانات الضارة فهذه أباح الإسلام قتلها وسرعة قتلها بأى جهة وبأى كيفية أما إذا كان حيوانا سننتفع بلحمه فقد أمرنا الإسلام بذبحه بالطريقة الشرعية فنقطع العرقين الموجودين فى رقبته ونسمى الله ونذكر اسم الله عليه أما قتله بالصدمة الكهربية أو المسدس فلا يجوز لأن لحمه أصبح محرما فأنا بين أمرين إذا كان الحيوان ممن أحل أكله فلابد من ذبحه الذبح الشرعى وإذا كان الحيوان مؤذى لى أباح الإسلام التخلص منه بأى كيفية على ألا أعذبه
السؤال :الشباب فى حيرة لأن الطرق الصوفية مثيرة لماذا تتعدد الطرق الصوفية ؟ أليس الهدف واحد وممكن جمعها فى طريق واحد ؟
الجواب : الطرق الصوفية ليس اسمها الطرق بل نسميها المناهج الصوفية لان كل أستاذ من الأساتذة اختار نهجا يلائمه من سنة حبيب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فلا يوجد رجل فى الأمة مهما كان شأنه يستطيع أن يأخذ بكل ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن حسبه أن يأخذ بنهج واحد فمنهم من أخذ جانب العبادات ومنهم من أخذ جانب خدمة المجتمعات ومنهم من أخذ جانب التعليم والإرشاد ومنهم من أخذ جانب الجهاد فى سبيل الله ومنهم من أخذ جانب توصيل الدعوة الى الله من لا تصل إليهم من خلق الله كل واحد أخذ بجانب واحد فقط ويعمل به ليرضى الله وأحبابه هم الذين اختاروا هذه الجانب فرافقوه ليتعلموا منه كيف يقومون بهذا العمل كما ينبغي فاختلفت مناهج الصوفية لهذا السبب لكن ليس بينهم خلاف إنما هم كدائرة وأصحاب الطرق الصوفية كمحيط الدائرة وأى نقطة منها توصل الى مركز الدائرة ما داموا على شرع الله وعى سنة حبيب الله ومصطفاه فهم أصحاب مناهج وكل رجل منهم له منهج يميزه ومنهج يمشى فيه ويسير على منواله فيفتح الله عليه بسبب سلوكه فى هذا المنهج ومن أعجب به وأراد أن يفتح عليه مثله يسير على هديه ويتعلم منه لكنهم لا يضاد بعضهم بعضا ولا يخالف بعضهم بعضا ولا يخرجون جميعا عن شرع الله طرفة عين ولا أقل فهم عاملون بشرع الله كما جاء عن رسول الله ولا يختلفون إلا فى المنهج الذى يسلكونه فى النوافل التى يتقربون بها الى الله والفرائض مشتركة لكن لكل واحد منهم باب فى النوافل يزيد فيه ويتفوق فيه أما الفرائض فكلهم ذاك الرجل
السؤال :نرجوا من سيادتكم توضيح حكم التوسل بالمصطفى صلى الله عليه وسلم وبالأولياء الصالحين ؟
الجواب : التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم ورد فى القرآن وورد فى السنة أما فى القرآن فعندما نزل قول الله (( َوَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ }البقرة89] سرد المفسرون سبب نزول هذه الآية بأن اليهود كانوا إذا وقعت بينهم وبين غيرهم من العرب واقعة يعنى حرب قالوا قبل المعركة : (( اللهم بحق النبى الذى سترسله فى آخر الزمان انصرنا عليهم )) فينصرون فنزلت هذه الآية لأنهم كذبوا به بعدما بعث مع قول الله لهم (( يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ ))[الآية (20)الأنعام] فنزلت هذه الآية تقرر هذه الحقيقة أنهم كانوا يتوسلون الى الله بالنبي قبل بعثته فينصرون بل ورد أن أول واقعة بين العرب والفرس وتسمى واقعة ذى قار عندما التقى العرب فيها مع الفرس وكانت بين قبيلة بكر بن وائل قال شيخ القبيلة لشبابها ما اسم الرجل الذى عرض عليكم فى مكة ؟ وكمان النبى يعرض دعوته فى مكة فى أسواقها .قالوا : محمد قال اجعلوها شعاركم اليوم فجعلوا شعارهم فى المعركة (( محمد)) قال صلى الله عليه وسلم :
(( فبى نصروا )) وتلك كانت أول واقعة ينتصر فيها العرب على الفرس والسر أنهم جعلوا شعارهم((محمد صلى الله عليه وسلم )) أما فى السنة فقد روي الأمام الحاكم والترمذى عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن آدم لما وقع فى الخطيئة قال : يا رب بحق محمد إلا غفرت لى فقال : يا آدم كيف عرفت محمدا ولما يأتى بعد ؟ قال : يا رب ما نظرت الى شئ فى الجنة إلا وجدت اسمه مقرونا بجوار اسمك –يعنى لا إله إلا الله محمد رسول الله- فعلمت أنه أعز الخلق عندك قال : صدقت يا آدم وإذ سألتنى بحقه فقد غفرت لك )) وأيضا ما رواه الأمام الترمذى وأبو داود رضى الله عنهما : (( أن رجلا ضريرا فقد بصره ذهب الى النبى صلى الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله ليس لى قائد يقودنى فادع الله لى قال : اصبر ولك الجنة قال: يا رسول الله ليس لى قائد يقودنى فادع الله لى فقال : (( صلى ركعتين من غير الفريضة ثم قل (( يا محمد)) يا نبى الرحمة إنى استشفع بك الى ربى فى حاجتى هذه لتقضى اللهم شفعه فى )) ففعل الرجل ذلك فأبصر فى الحال لأنه توسل الى الله برسول الله صلى الله عليه وسلم . أما التوسل بالصالحين فله أصل فى كتاب الله فى قوله عز شأنه : (( اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ )) [الآية (35)المائدة] قال البعض إن الوسيلة هنا هى العمل الصالح ، والتقوى ما هى إلا العمل الصالح وكلام الله لا يكرر ولكن كلام الله يفسر بعضه بعضا كيف نتوسل ؟ قال رب العزة (( أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ)) أى يدعون الله (( يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ)) [الآية(57)الإسراء] ينظرون الى من هو أقرب الى الله فيتوسلون ويتوجهون به الى الله فيجيبهم الله عز وجل وقد علمنا النبى الكريم أن نصنع ذلك خمس مرات كل يوم فنحن جميعا نتوسل الى الله بالصالحين شئنا أم أبينا خمس مرات كل يوم كيف يكون ذلك ؟ علمنا أن نقول عند خروجنا من المنزل متوجهين الى المسجد : (( اللهم بحق السائلين عليك وبحق الراغبين إليك وبحق ممشايا هذا إليك فإنى لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياءا ولا سمعة إنما خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك فاغفر لى ذنوبى فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)) وقال فى هذا الدعاء الذى رواه مسلم رضى الله عنه من قال ذلك أرسل الله له سبعين ألف ملك يؤمنون على دعائه ويحفونه بأجنحتهم حتى يصل الى بيت الله عز وجل